حين تتفطر شغاف القلب..اشتياقا لرؤية الأحبة..حين تبيض الأعين..شغفا للنظر في أعينهم..حين تتفتت زوايا الأذن ..حتى نفرح بسماع أصواتهم ..نتمنى الإجتماع بهم من جديد..نعيش أحلاماا وردية..نشعر بوجودهم معنا في أحلامنا..نراهم في مخيلتنا أطيافا..نفرح و نغني..فقط لمرور أطيافهم ..ندافع عنهم أمام أنفسنا..نتمنى لو انهم يشعرون بما نشعر به..نبتسم لأننا وجدناهم في واقعنا..و حين نصحو من أحلامنا تلك..نستسلم..ونرى بأن أحلامنا قد تحطمت على صخرة الواقع نفسه ذاك..نبحث عنهم من جديد.. فنجدهم في حنايا قلوبنا..ثم نبحث عن أنفسنا في ذواتهم..فنراها تائهة..أو قد لا نجدها..ثم نستسلم من جديد..فنرضخ لحكم القدر..و نحسب الأيام لنراهم..نتصور بأنهم سيفرحون لؤيتنا..فنرى في استسلامنا ذاك نصرا و ظفرا بلقياهم..و حين نلتقي بهم مجددا ..نرى أرواحنا تحلق في السماء من شدة الفرح..و نرى تجمد الدموع في أعينهم..نعشق تلك الابتسامة التي يرسمونها ليوهمونا بفرحهم..و لكن عيثا..لأننا نكتشف زيف تلك الابتسامات..و غدر تلك القلوب..فنقفل راجعين..بيأس..نرى الدنيا صفحة سوداء..ولا نرى ما أمامنا سوى ظلاما دامسا..لأن احلامنا قد ضاعت..عندما لقناها بتلك القلوب المزيفة..ولكن عندما تمتلأ قلوبنا مجددا بالحب..نرى بأننا لم نكن مخطئين في حبنا لهم..نتمنى لهم حياة سعيدة مع من أسكنوهم القلوب..و بادلوهم المحبة..ثم ننظر أمامنا من جديد..فنرى ذلك النور الساطع..و لا يشقه سوى تلك اليد التي تحاول انتشالنا من بساتين اليأس..الذابلة..و نتذكر بأننا كلما سقطنا في تلك البساتين..نرى هذه اليد..نمد أيدينا..فنلتمس اللطف الخفي ذاك..نعرف بأنه ما زال هناك من يحبنا..فنبتسم..ونشكر الله..ونعيش حياتنا كما كانت...قبل وجودهم فيها..