شدا طيـر فأشجانـي وهيّج بعض أحزانـي
به ...ألـمٌ ... يعذّبـه شكا وبكـى فأبكانـي
يقول (أحبّتـي رحلـوا ومالوا نحو هجرانـي
فكيف أعيش بعدهـمُ؟ وبي شـوق لخلانـي
فراق الأهـل لوّعنـي و أنْحَلني و أضنانـي
أغنّـي عـلّ فاجعتـي تهون بعَـذْب ألحانـي
رماني الحزن في كبدي وفي قلبي و وجدانـي
بسهـمٍ مـن مصائبـه فحين أُصِبْتُ أردانـي
فكيف سينتهي ألمـي ؟ وكيف تذوب أحزاني؟
غدا سأطيـر مُتّجِهـا إلي أهلـي و خلانـي
لأحيـا بينهـم أبــدا فإنّـي دونهـم فــانِ
بلادي اليوم ليس هنـا بلادي حيث إخوانـي)
و طار الطير مبتعـدا لأهليـه ...و خَلاّنـي
و كنت أظنّنـي جهـلا و جدت شريك حرماني
نسيـت بأنـه طـيـر لـه دونـي جناحـان
نسيـت بأنّـه حــرٌّ و أنّي رهْـنُ سجّـانِ
أنا يا طيرُ لـو تـدري شريدٌ وسْـطَ أوطانـي
قضيت العمر مغتربـا معي أهلي و جيرانـي
و لكنْ لست أبصرهـم فنحن شعوبُ عُميـانِ
أرى أرضي كعـذراءٍ تريد حمايـة الزانـي
أرى نفطـا و بتـرولا و أبصر ألف جوعـانِ
أرى شعبي بـلا رأي غدا كقطيـع خرفـان
وليـلا لـم أزل فيـه أهيـم هيـام سكـرانِ
فـلا نـور ولا أمـل محا ذا الليـل ألوانـي
ألا يـا طيـر فلتهنـأْ و لُذ بجميـل سلـوانِ
غدا ستضمّـك اللقيـا بأهلك فـوق أغصـان
فتنسـى كـل مأسـاة مررت بهـا وأحـزان
ويبقى الحزن لي وحدي يسافـر بيـن أجفانـي
وحين يصيبـه تعـبٌ ينام بـدفء أحضانـي
وددت لوَ انّنـي طيـر لكنت هجرت إنسانـي
وددت...أطير مبتعـدا ولكـنْ مـا بإمكانـي